الخميس، 18 يوليو 2013

زلزال فوز حماس يضع جهود السلام في مهب الريح وينشر الرعب في اسرائيل

زلزال فوز حماس يضع جهود السلام في مهب الريح وينشر الرعب في اسرائيل
أصبحت دبلوماسية السلام الدولية في الشرق الاوسط في مهب الريح يوم الجمعة بعد فوز حماس المسبب للصدمة في الانتخابات الفلسطينية وتعهد الولايات المتحدة بعدم التعامل مع حركة المقاومة الاسلامية حتى تنبذ العنف ضد اسرائيل.
وكثف العديد من زعماء العالم الضغوط على حماس لتخفف سياساتها. واستبعدت اسرائيل نفسها اجراء محادثات مع أي حكومة فلسطينية تضم منظمة تصر على تدميرها وكانت وراء عشرات التفجيرات الانتحارية.
واحترمت حماس الى حد كبير هدنة تم التوصل اليها منذ عام لكنها تقول انها لن تتخلى عن السلاح أو ميثاقها الذي يطالب بقيام دولة اسلامية في الاراضي التي تضم اسرائيل الحالية والضفة الغربية وغزة.
وزادت المخاوف من وقوع اضطرابات فلسطينية داخلية عندما سار مئات المسلحين الذين ينتمون لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة غزة وأطلقوا النار في الهواء للاحتجاج على فوز حماس والمطالبة باستقالته.
وقال الرئيس الامريكي جورج بوش في مؤتمر صحفي واشنطن "اوضحت بجلاء ان الحزب السياسي الذي يتبنى تدمير اسرائيل ضمن برنامجه هو حزب لن نتعامل معه."
وصعد بوش مشاركته في جهود الوساطة للتوصل الى اتفاقات بين الجانبين بعد ان أصبح عباس رئيسا في العام الماضي.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي المؤقت ايهود اولمرت ان أي حكومة تضم حماس لا يمكن ان تصبح شريكا في السلام. ورفضت اسرائيل ايضا التفاوض مع الحكومة السابقة قائلة انها فشلت في محاربة منظمات متشددة مثل حماس.
وقال اولمرت الذي الذي تولى سلطات ارييل شارون بعد اصابة رئيس الوزراء بجلطة في الرابع من يناير كانون الثاني "اذا كانت هناك حكومة ترأسها حماس أو تشارك في تشكيلها فان السلطة الفلسطينية ستتحول الى منظمة ارهابية."
وقال اولمرت وهو يستخدم نفس التعبير الذي اطلقه شارون مرة على عرفات "العالم واسرائيل سيتجاهلونها وسوف تصبح ليست ذات علاقة."
لكن استطلاعا للرأي في صحيفة يديعوت احرونوت أظهر ان 48 في المئة من الاسرائيليين يؤيدون اجراء محادثات مع حكومة فلسطينية تقودها حماس بينما عارض 43 في المئة ذلك.
وبينما لا تجري محادثات سلام منذ عام 2000 فقد لمح اولمرت الى تحركات آحادية الجانب لتحديد الحدود مع الفلسطينيين بشروط اسرائيلية. وسحبت اسرائيل بالفعل مستوطنيها من قطاع غزة بدون الدخول في مفاوضات.
وأجرت الولايات المتحدة التي تضع حماس في قائمة المنظمات الارهابية محادثات هاتفية عاجلة مع بقية دول رباعي الوساطة لانهاء الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقال اسماعيل هنية المسؤول الكبير بحماس ان الادارة الامريكية والدول الاوروبية يجب ان تمارس الضغوط على دولة الاحتلال وليس على الاراضي المحتلة والشعب الفلسطيني المشرد.
وقال الاسرائيلي زانا (46 عاما) الذي استمع في رعب يوم الخميس لانباء فوز حركة حماس المتشددة التي قتلت ابنه في الانتخابات الفلسطينية "اظهر الفلسطينيون وجههم الحقيقي بانتخاب حماس. هذه الجماعة لا تريد السيطرة على السلطة الفلسطينية انها تريد السيطرة على كل اسرائيل."
ومن بين المتوقع فوزهم بمقاعد في البرلمان الفلسطيني الجديد مريم فرحات المعروفة باسم ام نضال التي حثت ابناءها في شريط فيديو مسجل على القيام بهجمات بما في ذلك الهجوم على مستوطنة يهودية الذي قتل فيه ابن زانا الذي كان يبلغ من العمر 18 عاما.
وينظر الفلسطينيون الى فوز حماس على انه تصويت من اجل التغيير بعيدا عن حركة فتح المسيطرة المتهمة بالفساد وسوء الحكم.
قال المحلل الاسرائيلي يوخانان تسوريف "حماس لم تنتخب لتنفيذ الهجمات ضد اسرائيل. وانما انتخبت لاحداث تغيير. علينا ان نرى كيف ستتطور الامور."
ولكن مثل هذه الاراء لا تهدئ من مخاوف كثير من الاسرائيليين.
وقال شيمي بروتمان المرشد السياحي (22عاما) " من الصعب ألا تكون اكثر تشاؤما الان حول احتمالات عملية صنع السلام. يمكن ان نرى ان المكان كله قد انخرط في مزيد من العنف. وعلى اسرائيل ان تخطو بحذر شديد."
وانهارت محادثات السلام في عام 2000 قبل بدء الانتفاضة.
ورفضت اسرائيل والولايات المتحدة التفاوض مع حماس حتى تنزع السلاح وتغير ميثاقها.
قال يوسي امزاليك (52عاما) صاحب متجر "لو كان شارون قادرا على الاستمرار لكانت الامور افضل. انه يعرف كيف يتعامل مع حماس."
وبعد أن تنتهي نشوة الفوز في الانتخابات التشريعية الفلسطينية سيواجه زعماء حركة المقاومة الاسلامية حماس مشكلة لم يتوقعها كثيرون قط .. الا وهي كيفية استخدام السلطة التي فازت بها فجأة؟
ويضع الفوز في الانتخابات حماس في مواجهة تحدي ما اذا كانت ستستمر كجماعة نشطاء تسعى للقضاء على اسرائيل.
وفي الداخل تواجه حماس آمالا كبار يعلقها عليها الفلسطينيون الذين ضاقوا ذرعا بالفساد وعدم قدرة الحكومة السابقة التي أدارتها حركة فتح.
واكتسبت حماس سمعة طيبة مع تقديمها اعانات خيرية وتوفير خدمات تعليمية واجتماعية لكن خدماتها لم ترق الى المستوى الحكومي.
وتواجه الحركة أيضا تعايشا صعبا على الارجح مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذى أكد أنه سيواصل سياساته لتحقيق السلام التي تتعارض تماما مع موقف حماس.
كما لا بد وأن تطالب حماس بأن يكون لها رأي في ادارة مؤسسات ظلت طويلا تحت سيطرة حركة فتح التي يتزعمها عباس والتي تشعر بمرارة هزيمتها بعد عقود من الهيمنة ولا تبدو في حالة مزاجية للتعاون ولديها تنظيمات مسلحة تتوق الى القتال.
وقال المحلل الفلسطيني هاني حبيب المقيم في غزة ان حماس تواجه أزمة اذ أنها غير قادرة على الاجابة على اسئلة كبيرة فرضت عليها على غرة دون ان تكون مستعدة لمواجهتها.
واضاف ان حماس التي رفعت خلال حملتها الانتخابية شعار التغيير والاصلاح ستجد نفسها مجبرة على التغيير.
وفازت حماس بأغلبية كبيرة في البرلمان الفلسطيني مما يعني أنها ستشكل بالتأكيد حكومة جديدة لكنها وجهت بسرعة دعوة لفصائل أخرى لاجراء محادثات حول شراكة.
وقال اسماعيل هنية أحد كبار مسؤولي حماس ان الحركة حريصة على صون وحماية الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وتوقع محللون أن تشكل حماس حكومة ائتلافية موسعة تضم شخصيات معتدلة فيما من شأنه تخفيف الصورة الاسلامية المحافظة التي لا يتقبلها بارتياح كثير من الفلسطينيين.
وقال مهدي عبد الهادي المحلل لدى الجمعية الفلسطينية الاكاديمية للشؤون الدولية وهي مركز أبحاث فلسطيني بالقدس لشبكة سي.ان.ان. التلفزيونية "حماس مهتمة بتغيير الوضع الراهن الفاسد لنظام فاسد."
والتحدي الاكثر وضوحا هو أن مفاوضات سلام مع اسرائيل تقتضي من حماس على ما يبدو الاعتراف بحق الدولة اليهودية في الوجود. ومهدت فتح الطريق لذلك في عام 1988. ووقعت في التسعينات اتفاقيات مؤقتة مع اسرائيل ونبذت العنف.
وسارعت البلدان الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة بالضغط على حماس كي تقبل الدولة اليهودية.
وأشارت حماس قبل الانتخابات الى أنها مستعدة لاجراء محادثات غير مباشرة مع اسرائيل لكنها ظلت متمسكة بفقرة في ميثاقها تدعو الى القضاء على اسرائيل وتمسكت برؤيتها لاقامة دولة اسلامية على كامل أرض ما كان فلسطين ابان الانتداب البريطاني.
ومن المحتمل أن يكون الرهان هنا على أموال المانحين الغربيين التي تحتاجها السلطة الفلسطينية بشدة من أجل البقاء.
وأظهرت حماس بالفعل قدرة على التكيف والوفاء بتعهدات مع اجبار مسلحيها على الالتزام بتهدئة مع اسرائيل على مدى نحو عام.
لكن استمرار الهدوء قد يتطلب انخراط اسرائيل مع حركة حماس سياسيا بدلا من أن تستمر في مواصلة المزيد من الخطوات الاحادية كضم تكتلات استيطانية في الضفة الغربية المحتلة دافعة بعدم وجود شريك للسلام.
وقال عزام التميمي مدير معهد الفكر الاسلامي العالمي في لندن وهو فلسطيني المولد "اذا وافق الاسرائيليون على التفاوض على هدنة مع حماس فان حماس ستكف عندئذ عن استعمال القوة للترويج لافكارها."
لكنه يرى أن حماس ستنظر الى هذه الترتيبات باعتبارها مسألة مواءمة وليست خطوة نحو تعايش دائم.
وأكبر تحدي تواجهه حماس في المدى القصير هو التوصل الى اتفاق مع فتح لمنع حدوث شلل سياسي وصراع أهلي.
واستبعد بعض كبار المسؤولين في فتح تشكيل حكومة ائتلافية مع حماس قائلين انهم يفضلون أن يكونوا في المعارضة.
ويبرز اشتباك مسلح بين اعضاء من فتح وحماس في قطاع غزة يوم الجمعة واشتباكات بين نشطاء من الحركتين في مدينة رام الله بالضفة الغربية يوم الخميس احتمال وقوع أعمال عنف.
والامر سيعتمد على ما سيحدث مع قوات الامن التي صوتت بقوة لفتح.
ومن بين الافكار المطروحة دمج مقاتلي حماس في قوات الامن الفلسطينية بشكل يلبي مطلبا في خطة "خارطة الطريق" للسلام التي تدعمها الولايات المتحدة بنزع أسلحة جماعات النشطاء الفلسطينيين.
لكن من المؤكد أن تثير أي سلطة لحماس على قوات الامن الفلسطينية عدم ارتياح لدى بعض كبار افراد قوات الامن خاصة اولئك الذين شاركوا في حملات ضد نشطاء اسلاميين في الماضي.
شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 29  /كانون الثاني/2006 - 28/ذي الحجة/1426

مرحلة جديدة في الصراع في الشرق الأوسط

مرحلة جديدة في الصراع في الشرق الأوسط
فيما لا يزال الجدل دائرا حول ما اذا كانت الانتفاضة الفلسطينية انتهت تتشكل بالفعل مرحلة جديدة للصراع في الشرق الاوسط.
ولا يزال الاقتتال متمركزا حول قطاع غزة في أعقاب انسحاب اسرائيل بعد احتلال دام 38 عاما لكن الجانبين كليهما متفقان على أن الأكثر ترجيحا هو أن الضفة الغربية ستكون ساحة القتال الاكبر في السنوات القادمة.
وأدت هدنة تم الاتفاق عليها في فبراير شباط الماضي الى تهدئة الانتفاضة التي اندلعت في 28 سبتمبر أيلول عام 2000 وساعدت التهدئة على جعل الانسحاب الاسرائيلي من غزة سلسا في خطوة تأمل واشنطن أن تساعد على تحقيق السلام في الشرق الاوسط.
لكن الاقتتال الذي اندلع في الايام الأخيرة زاد من التشاؤم حول انهاء عقود من الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في أرض سادتها الحرب في معظم أوقات التاريخ المدون.
وشنت اسرائيل هجوما جويا على غزة يوم الاربعاء ردا على إطلاق صاروخ من القطاع. ومن أهداف الغارة أيضا كما قال وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز تلقين "القواعد الجديدة للعبة".
وبالنسبة لاسرائيل فان ذلك يعني الاتفاق الضمني المماثل لاتفاق مع مقاتلي حزب الله على الحدود الشمالية الهادئة بصفة عامة منذ انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000.
واذا أطلق مقاتلو حزب الله النار فعليهم أن يتوقعوا ردا جويا عنيفا.
بينما جعل الانسحاب من غزة من الصعب على نشطاء القطاع شن هجمات قاتلة على الاسرائيليين بسحب 8500 مستوطن يهودي والاف الجنود الذين كانوا يحرسونهم بعيدا عن مدى نيران النشطاء.
واطلاق صواريخ على بلدات حدودية من غزة عادة ما يروع الاسرائيليين لكنها نادرا ما تكون قاتلة.
وبعيدا تماما عن الاعتبارات العسكرية هناك رغبة حقيقية تماما بين سكان غزة لفترة من الهدوء قد تتيح لهم إنهاء الفوضى الداخلية وجعل القطاع ساحة اختبار حقيقية للدولة الفلسطينية.
وقالت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) انها ستوقف اطلاق الصواريخ من غزة بعد أن بدأت اسرائيل هجومها وحذت جماعات أخرى حذوها.
ويقول النشطاء الفلسطينيون أن عملياتهم خلال السنوات الخمس الأولى من الصراع هي التي أدت الى إخراج اسرائيل من مستوطنات غزة.
والخطوات التالية هي في الضفة الغربية حيث تواصل اسرائيل توسيع المستوطنات اليهودية ومناطق القدس الشرقية. والهدف المُعلن لحماس يذهب الى أبعد من ذلك وهو تدمير اسرائيل بالكامل.
ويرفض النشطاء تسليم الأسلحة وهو الأمر المطلوب من الفلسطينيين البدء به بموجب خطة "خارطة الطريق" لتحقيق السلام والذي تضعه اسرائيل كشرط للمحادثات حول الدولة الفلسطينية. ولا يظهر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي علامة على نزع سلاح النشطاء بالقوة كما ترغب اسرائيل.
وأكد خالد مشعل أكبر مسؤول في حماس أثناء إجلاء اسرائيل للمستوطنين من قطاع غزة أن "تحرير غزة هو الخطوة الاولى وسيليها تحرير الضفة الغربية وكل شبر من الاراضي الفلسطينية."
وتعتقد اسرائيل أنها تذوقت ما سيأتي.
وجلس ساسون نورييل وهو اسرائيلي اختطف في الطريق من بيته الى مستوطنة في الضفة الغربية حيث يعمل معصوب العينين وخلفه راية خضراء لحماس في شريط فيديو أُذيع يوم الثلاثاء على نحو مشابه لشرائط الفيديو التي يذيعها المسلحون في العراق.
وقتل نورييل وعثر على جثته يوم الاثنين.
كتب عموس هاريل في صحيفة هاارتس "يشير الفيلم الى أن حماس تنوي مواصلة عمليات الخطف لكن النشاط الارهابي الرئيسي ينتقل أيضا من قطاع غزة الى الضفة الغربية."
وقال يوفال ديسكين رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) ان اسرائيل قلقلة أيضا من انتقال تكنولوجيا الصواريخ بدائية الصنع الى الضفة الغربية في مدى يطول مدنا اسرائيلية كبرى.
لكن شن حرب من الضفة الغربية حيث اعتقلت اسرائيل مئات من النشطاء المشتبه بهم في الايام الاخيرة أصعب مما كان في غزة.
ويتمتع الجيش بسيطرة وحرية حركة أكبر في الضفة الغربية حيث تفصل طرق ومستوطنات اسرائيلية بين المدن الفلسطينية.
وهناك أيضا ظل من الحقيقة في النكتة القديمة بأن الشين بيت الذي يدير شبكات من المخبرين الفلسطينيين هو أكبر جهة توظيف في الاراضي الفلسطينية.
ويعترف النشطاء أيضا بأن الجدار الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية والذي ندد به الفلسطينيون باعتباره استيلاء على أراضيهم لتوغله في الاراضي المحتلة جعل من الصعب على النشطاء استخدام سلاحهم الاكثر تأثيرا المتمثل في ارسال مهاجمين يفجرون أنفسهم للدولة اليهودية.
كما ان حفر أنفاق في أرض الضفة الغربية الصخرية الى مستوطنات على قمم تلال وحولها حراسة جيدة أكثر صعوبة بكثير من وضع ألغام في أرض قطاع غزة الرملية.
قال ناصر عبد العزيز من كتائب شهداء الاقصى في نابلس "ليس من السهل مهاجمة هذه المستوطنات" موضحا كيف أنه يتمنى انتهاء القتال حتى يتمكن من العودة الى عمله في قوات الأمن الفلسطينية.
وأضاف "اذا كان علينا أن نقاتل فانني سأركز على السعي لايجاد طرق لارسال مهاجمين يفجرون أنفسهم الى الداخل (في اسرائيل)."
ويصعب على النشطاء اختراق الطرق المؤدية الى مستوطنات معزولة في الضفة الغربية.
والنقطة الأخرى الضعيفة هي القدس الشرقية التي يتطلع الفلسطينيون الى أن تصبح عاصمتهم في المستقبل والتي ضمتها اسرائيل في خطوة لم يعترف بها أحد.
والفلسطينيون في القدس الشرقية قادرون على التحرك بحرية في اسرائيل ولكنهم لم يلعبوا دورا بارزا وان شارك بعضهم في المساعدة على شن هجمات اثناء الانتفاضة.
وتعتقد أجهزة الامن الاسرائيلية الان أن النشطاء يستهدفون سكان القدس الشرقية لتجنيدهم كوسيلة للحصول على موطئ قدم على الجانب الآخر من الجدار.
وفي الوقت نفسه فان أجزاء الجدار التي يجري بناؤها في القدس تعزل الأحياء الفلسطينية عن بعضها وعن الخدمات فيما توسع اسرائيل مستوطناتها اليهودية هناك وتؤكد أنها لن تتخلى أبدا عن الجزء الشرقي من المدينة.
قال تقرير للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات صدر في الآونة الأخيرة "سيكون ذلك مزيجا قابلا للانفجار."
شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 29 / ايلول/2005 -24 / شعبان/1426

في متاهات فلسطين.. أسوار عصية على السقوط

في متاهات فلسطين.. أسوار عصية على السقوط
شبكة النبأ: من حقول الألغام على حدود إسرائيل مع سوريا ولبنان إلى السياج الحصين حول الضفة الغربية وقطاع غزة.. الكثير من الأمور التي تصدرت عناوين الصحف هذا الشهر.. إلى الجدران القديمة والجديدة للقدس تشكل الحواجز حياة 12 مليون شخص تقطعت بهم السبل هنا في المكان الذي كان يسمى من قبل فلسطين.
ولكن تلك الحيوات والملايين الآخرين الذين مستهم الأحداث التي تتجاوز بكثير هذه الحدود تحدها حدود داخلية تكاد لا تُشاهد.. دينية وثقافية وعرقية وسياسية.
ويقول مراسل رويترز، مع آخر ختم مغادرة على جواز سفري.. أنهي مهمة التغطية الصحفية التي كلفت بها في المدينة المقدسة والتي ظللتها صور الحواجز والمشاعر بأن السور يرتفع وأضحى عدد الناس الذين يمكنهم المرور من خلاله أقل فأقل.
وما أصابني بالدهشة هو مشاهدة أناس محبوسين في الداخل وآخرين محبوسين في الخارج من خلال نشر متاهات من الحدود والعوالم المتوازية. كل ذلك في مساحة تعادل ثلث مساحة اسكتلندا التي جئت منها.
وبصفتي مراسلا لرويترز تعودت على شرح ما أرى للناس الذين يعيشون في عالم بعيد. في اسرائيل والمناطق الفلسطينية كثيرا ما يطلب مني وصف حياة من يعيشون على بعد أميال قليلة لجيران لم يعودوا يلتقونهم.
سألني جندي اسرائيلي ونحن نحتسي الكابوتشينو في مركز تجاري خارج قطاع غزة مباشرة بعد أن سيطرت حماس على القطاع "هل صحيح أن النساء لا يمكنهن الخروج على الملأ الآن.."
كانت الاجابة "لا". ولكن يمكن أن تكون الاسئلة على نفس الدرجة من السذاجة لو سألها فلسطينيون بشأن اسرائيل التي كانوا يعرفونها جيدا فيما مضى.
وبصفتي أجنبيا وصحفيا فلدي امتيازات خاصة لعبور هذه الحواجز سواء المتاهات الرهيبة والأقفاص في حاجز اريز الذي يفصل غزة عن اسرائيل أو الخط الاخضر الذي كان مسورا بين شرق القدس العربي وغربها اليهودي وهو الان غير مرئي ولكنه محسوس. ولا يمكن لمعظم الاهالي التنقل بهذه الصورة أو لن يرغبوا في ذلك.
وبين غزة واسرائيل ينضم الصحفيون الاجانب الى بضع عشرات من عمال الاغاثة كل يوم والى الفلسطينيين المتجهين الى المستشفيات الاسرائيلية في طريق من الارض العازلة يمتد 700 متر.
وفي هذه الايام عادة ما يكون المكان هادئا ومنسجما مع الحياة البرية وهو منطقة عازلة بين غزة المدينة العربية التي تسير الى الوراء ممتطية عربات تجرها الحمير وتعاني نقصا بسبب الحصار من جهة والمزارع الانيقة والمصانع ذات التكنولوجيا الرفيعة ومراكز التسوق في جنوب اسرائيل من جهة أخرى.
ولكن غزة ليست الجزيرة الوحيدة في هذه الحلقة الحبيسة. فاسرائيل معزولة هي الاخرى. وقفت على حدودها مع لبنان وسوريا حيث تشكل الالغام والدبابات والخنادق حدودا ما زالت في حالة تحسب. وعبرت نقاط العبور التي قلما تستخدم متوجها الى الاردن ومصر الموقعين على معاهدتي سلام باردتين.
ومن قواعد اسرائيلية في مرتفعات الجولان يمكنك رؤية أضواء دمشق. ومن القدس تتلالا أضواء العاصمة الاردنية عمان عبر الوادي. وتقبع اسرائيل على مقربة من هاتين.
شاهدت الغربة بين الفلسطينيين في معسكرات سياسية متنافسة يغادرون غزة والضفة الغربية اللتين بينهما حالة حرب حقيقية.
شاهدت اسرائيليين في حالة انقسام على أنفسهم أيضا.. بين أبناء المهاجرين الاوروبيين الاوائل ومن وصلوا لاحقا من الشرق الاوسط واثيوبيا والاتحاد السوفيتي.
وهناك أيضا مشهد الصبية اليهود المتشددين وهم ينقلون الحواجز حول أحيائهم الاخذة في التوسع في القدس من أجل حماية شعائر يوم السبت من تدخل اليهود العلمانيين. وهي صورة على درجة كبيرة من الحدة.
وفي داخل الحي القديم نرى أن الاحياء التي تعود للعهد العثماني.. حي العرب وحي اليهود وحي المسيحيين والارمن- تشكل ملامح الخلافات التي ما زالت حية في يومنا هذا. وتظهر ميادين معارك صغيرة تحدها الاسلاك الشائكة والاعلام والقمامة الملقاة أن اسرائيليين يسكنون مناطق عربية.
وفيما تدير الطوائف ظهرها لبعضها بعضا رأيت لافتات المدينة ذات اللغات الثلاث مشوهة.. فاللغة العربية مشطوب عليها باللون الاسود في القدس الغربية واللغة العبرية مطموسة في القدس الشرقية فيما هناك تجاهل للكتابة باللغة الانجليزية. كما شاهدت مجموعات صغيرة للمسيحيين العرب تخوض معارك نفوذ في الكنيسة حول ضريح السيد المسيح.
وأبرز سور هو السور الجديد الذي يتلوى حول القدس الكبرى لحمايتها بحسب ما تقول اسرائيل من المفجرين الانتحاريين مع عزلهم عن أسرهم بحسب ما يقول الفلسطينيون.
وجدت نفسي أصف لزملائي في رام الله التي تبعد مسافة 15 دقيقة بالسيارة مشهد تغير ملامح القدس التي ينتمون اليها. وعلى غرار وصف الاسرائيليين بتحبب رحلاتهم الى مطاعم الاسماك في غزة فان القدس عند كثير من الفلسطينيين لم تعد موجودة الا في غياهب الذاكرة.
ويشتكون هم أيضا من أن الحاجز الذي يبقيهم في الضفة الغربية هو حدود في اتجاه واحد فقط. ويعيش في الضفة نصف مليون اسرائيلي في أرخبيل من المستوطنات الواقعة على قمم التلال وتتميز بيوتهم عن بقية بيوت الضفة الغربية الخاصة بالقرى العربية بالقرميد الاحمر.
وهناك تقسيمات وحواجز أخرى تفصل الناس عن بعضهم. ففي الخليل الحرم الابراهيمي الذي يقدسه المسلمون واليهود. وهو مقسوم الى قسم يهودي واخر عربي. لكن ذلك لم يمنع اراقة الدماء.
ويقول الكثيرون ان بناء الاسوار هو الوسيلة الوحيدة لاحتواء العنف على الرغم من أن الجغرافيا والتركيبة السكانية لا تجعل ذلك بسيطا.
ولكن هناك مشاهد ستبقى معي لاولئك الذين يتجاوزون الاسوار. رأيت ذلك مع صحفيي رويترز الذين عملت معهم. فمهنيتهم تتجاوز فلسطينيتهم أو اسرائيليتهم حتى اذا شكك منتقدون من كل الاطراف في ذلك. ولكن مع اغلاق الحدود يجد الناس العاديون الذين تجاوزوها أنفسهم منبوذين من مجتمعهم.
وصار التعاون المهني هو الاخر أكثر ندرة. ولكنني مع ذلك رأيته في مستشفيات اسرائيلية زرتها بسبب اصابة زملائي أو بسبب تعرضهم للعنف. كان العاملون والمرضى من مختلف المشارب يتخالطون بسهولة. وهو مشهد مختلف على نحو غير عادي عن العالم الخارجي.
لذا فليس من قبيل الصدفة أن يثير طبيب من غزة يتقن العبرية دعوات تعاطف نادرة عبر الحدود في العام الماضي. حينما عرض التلفزيون الاسرائيلي مناشدته لتقديم المساعدة بعد أن قُتل أطفاله خلال الهجوم الإسرائيلي.
وقد تأثرت جراء تعاطف كثير من الإسرائيليين معه كما تأثرت من رفض الطبيب بإباء حمل الضغائن على الرغم من أن الجانبين لم يبدآ بالفعل تصفية المرارات التي خلفتها الحرب على الطرفين.
وأنا أغادر وأمر عبر حاجز تفتيش آخر للمرة الأخيرة لا أرى مؤشرا يذكر على أن الأسوار ستسقط.
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/حزيران/2010 - 11/رجب/1431

الاستيطان الاسرائيلي وثورات التحول

الاستيطان الاسرائيلي وثورات التحول
دهاء إسرائيلي في استثمار الربيع العربي لتوسيع الاستيطان
عبد الأمير رويح
 
شبكة النبأ: وسط انشغال العالم اليوم بالقضايا والمشاكل المستجدة التي اسهمت بشكل فاعل في اهمال القضية الفلسطينية وحقوق ذلك الشعب المضطهد تسعى اسرائيل الى الاستفادة من الوقت لتنفيذ مخططاتها التوسعية في الارض المحتلة، ويرى بعض المحللين ان دهاء اسرائيل واسهامها المباشر في اثارة الفتن والنزاعات على الصعيدين العربي والعالمي هو العامل الوحيد لبقاء ذلك الكيان الطارئ ويؤكدون ان اسرائيل اليوم قد استفادة كثيرا من انشغال المواطن العربي بقضايا وثورات التحول او ما يسمى بالربيع العربي الذي اسهم بالإطاحة ببعض الحكومات والانظمة وكان له الاثر البالغ بتنحية القضية الفلسطينية التي اصبحت من القضايا الثانوية لبعض الحكام والملوك الساعين الى ابعاد شبح التغير الذي قد يطالهم.
 تلك الاحداث كانت دافعا مهما لإسرائيل بالتواصل في تنفيذ مخططاتها العدائية تجاه ابناء الشعب الفلسطيني وسط غياب الرقيب والصوت المدافع الذي قد يعيق بعض تلك المخططات وفي هذا الخصوص اقدمت قوات اسرائيلية الى هدم اربعة بيوت واقتلعت عشرات الاعمدة الكهربائية في منطقة قرب مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بحسب شهود عيان. وقال مازن العزة منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والمستوطنات في بيت لحم "هدمت جرافات الاحتلال اربعة منازل واقتلعت 52 عمود كهرباء في منطقة المخرور في بيت جالا". واضاف "يريدون مصادرة الاراضي لأهداف استيطانية للربط بين مستوطنتي كفار عتصيون وهار جيلو" في اشارة الى المستوطنتين اللتين تبعدان نحو عشر كيلومترات عن بعضهما. واشار العزة الى ان اغلبية سكان المنطقة من المسيحيين".
وتقع البيوت في منطقة ج (اي تخضع لسيطرة اسرائيل بالكامل) وكافة مخططات البناء والتخطيط فيها تحتاج الى موافقة الادارة المدنية الاسرائيلية. من جهته نفى متحدث باسم الادارة المدنية الاسرائيلية علمه بعملية الهدم. وتشكل المنطقة ج نحو 60 بالمئة من الضفة الغربية. وتجري بشكل منتظم عمليات هدم في منطقة ج بالإضافة الى القدس الشرقية المحتلة بحجة البناء دون ترخيص. ويقول الفلسطينيون انه من شبه المستحيل الحصول على تراخيص بناء في تلك المناطق. ودعت العديد من المنظمات الدولية والحقوقية ومن بينها الامم المتحدة اسرائيل الى وقف عمليات الهدم المماثلة حيث انها تسبب "معاناة انسانية كبيرة".
في السياق ذاته اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه يعتزم تشريع ثلاث مستوطنات عشوائية في الضفة الغربية وايجاد حل لبؤرة رابعة بحسب ما قال بيان صادر عن مكتبه. ونقل البيان عن نتانياهو قوله "انوي في المستقبل القريب تقديم التوصيات التي وضعها وزير الدفاع (ايهود باراك) والمتعلقة بتزويد التراخيص اللازمة والضرورية لتسوية الوضع القائم في مستوطنات بروخين وسانسانا وريحاليم" في الضفة الغربية. واضاف البيان ان "رئيس الوزراء طلب ايضا من المدعي العام ايجاد حل لحي اولبانا لمنع تدميره"، في اشارة الى بؤرة استيطانية رابعة بالقرب من مستوطنة بيت ايل القريبة من رام الله.
وبحسب ارقام صادرة عن منظمة السلام الان الاسرائيلية المناهضة للاستيطان يبلغ عدد مستوطني بؤرة بروخين الواقعة شمال الضفة الغربية نحو 350 مستوطنا بينما يقيم 240 مستوطنا في بؤرة ريحاليم شمال الضفة ومثلهم في بؤرة سانسانا الواقعة جنوب الضفة الغربية. وتعتبر اسرائيل المستوطنات المقامة على اراض فلسطينية دون موافقة حكومية غير شرعية وتقوم بازالتها وفي الغالب تكون هذه البؤر مكونة من عدد صغير من المقطورات . ولا يعترف المجتمع الدولي بالمستوطنات المقامة على الاراضي المحتلة منذ العام 1967 التي بنيت بمعارضة او بموافقة الحكومة الاسرائيلية. ويقيم اكثر من 310 الف مستوطن اسرائيلي في مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وهو رقم في تزايد مستمر. ويقيم نحو 200 الف اخرين في اكثر من عشرة احياء استيطانية في القدس الشرقية المحتلة.
من جهتها طرحت وزارة الاسكان الاسرائيلية عطاءات لبناء 1121 وحدة استيطانية غالبيتها في القدس الشرقية بينما ستبنى وحدات اخرى في الضفة الغربية وهضبة الجولان المحتلة. ومن هذه الارقام ستبنى 872 وحدة استيطانية في مستوطنة جبل ابو غنيم (هارحوما) في الجزء الجنوبي من القدس الشرقية بحسب وثائق نشرت على موقع الوزارة الالكتروني. وستبنى 180 وحدة اخرى في مستوطنة جفعات زئيف الواقعة بالضفة الغربية شمال القدس بينما ستبنى 69 وحدة في كاتزيرين في الجولان المحتلة بحسب الوثائق.
واشار متحدث الى ان المناقصات "ليست جديدة" الا ان نشطاء مناهضين للاستيطان اشاروا الى ان هذه المرة الاولى التي يتم فيها نشر هذه العطاءات. وقال دانيال سيدمان مدير مؤسسة غير حكومية تراقب التطورات في القدس الشرقية "لم يكن هناك اي عطاءات البارحة واليوم يوجد عطاءات لهارحوما في منطقة ج". واضاف "اذا كانت الوزارة تقترح بان هذه ليست عطاءات جديدة فانهم يقطنون في عالم اخر"، مشيرا الى ان غالبية العطاءات ستبنى في منطقة ج كجزء جديد من المستوطنة. بحسب فرانس برس.
واوضح سيدمان بان العطاءات تاتي كجزء من الاجراءات العقابية التي توعدت اسرائيل بها للفلسطينيين عقب قبول عضويتهم في منظمة اليونيسكو الثقافية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قالت اسرائيل بانها ستبني 2000 وحدة استيطانية جديدة من بينها 1650 وحدة في القدس الشرقية كرد على قرار اليونيسكو بقبول فلسطين كعضو فيها. واشار سيدمان "هذا تجاوز للمعقول فهذه ليست مرحلة تخطيط بل تطبيق. وسيتم اختيار المقاولون الذين فازوا بالعطاءات بعد 60 يوما ليبدا العمل". واحتلت اسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية في حرب الايام الستة عام 1967. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية وينددون دائما بالاستيطان في الجزء الشرقي من المدينة.
على صعيد متصل قضت المحكمة العليا في اسرائيل بعدم أحقية عائلة الحسيني الفلسطينية في ملكية مبنى تاريخي مهمل في القدس الشرقية مما يمهد الطريق لمشروع استيطاني يهودي. وقالت عائلة الحسيني ان فندق شبرد الذي هدم جزء منه هو رمز لحقوق الفلسطينيين في أراضيهم وفي القدس الشرقية وانتقدت حكم المحكمة. وأقيم فندق شبرد في الثلاثينات وكان مقرا لمفتي القدس الحاج أمين الحسيني الذي اشتهر بتاريخه الوطني.
وأعلنت اسرائيل أن الفندق "من الممتلكات الغائب أصحابها" بعد مصادرته وضمه الى القدس الشرقية عام 1967 . ونقلت الملكية الى شركة اسرائيلية باعته عام 1985 الى ايرفينج موسكوفيتس وهو رجل أعمال من فلوريدا وراع للمستوطنين اليهود. وفي 2009 أقر مجلس بلدية القدس مشروعا لبناء مبنى اخر مكان الفندق يضم 20 شقة سكنية. وقال مسؤولون اسرائيليون ان واشنطن أبدت اعتراضها على الخطة للسفير الاسرائيلي في الولايات المتحدة. بحسب رويترز.
وقالت منى الحسيني وريثة العقار وحفيدة الحاج الحسيني "هذا العقار نحن نملكه شرعا وهو يمثل حق الفلسطينيين في الارض والقدس." وقال محامي عائلة الحسيني ان المحكمة رفضت الدعوى لمرور وقت طويل جدا منذ أن نقلت السلطات الاسرائيلية الملكية الى شركة خاصة مما يحول دون اقامة دعوى قانونية. وقالت العائلة انها لم تعلم بمسألة البيع في حينها. وقال عدنان الحسيني وهو محافظ القدس عينته السلطة الفلسطينية ومن أفراد العائلة "من الواضح ان المحكمة تقف مع الجانب الاخر والمحكمة الاسرائيلية لم تنصف ولو لمرة واحدة الفلسطينيين." لكن العائلة قالت انها ستواصل السعي لاستعادة المبنى.
تحقيق بشأن المستوطنات
في السياق ذاته فتحت الامم المتحدة تحقيقا دوليا بشأن المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية وكانت الولايات المتحدة وحدها التي صوتت ضد المبادرة التي طرحتها السلطة الفلسطينية. وأدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اعتزام إسرائيل بناء وحدات سكنية جديدة للمستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية قائلا ان ذلك يقوض عملية السلام ويشكل تهديدا لحل الدولتين واقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة الاجزاء. وسارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى وصف المجلس بأنه "منافق" و"توجد به اغلبية جاهزة ضد اسرائيل". وقال مصدر بمكتب نتنياهو ان اسرائيل لن تتعاون مع التحقيق الذي وصفه بالمنحاز واضاف ان اسرائيل لا تريد منح هذا التحقيق شرعية. وتبنى المجلس الذي يضم 47 عضوا قرار فتح التحقيق بأغلبية 36 صوتا بينها روسيا والصين مقابل رفض الولايات المتحدة وحدها في حين امتنعت عشر دول عن التصويت بينها ايطاليا واسبانيا عضوا الاتحاد الأوروبي.
وقدمت باكستان مشروع القرار نيابة عن منظمة التعاون الاسلامي وشاركت في رعايته دول بينها كوبا وفنزويلا. وقال زامير اكرم سفير باكستان للمجلس "في انتهاك للقانون الانساني الدولي وقانون حقوق الانسان تواصل اسرائيل بناء المستوطنات غير القانونية على الاراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية." ودعا قرار المجلس اسرائيل الى اتخاذ اجراءات جدية للتصدي لعنف المستوطنين "بما في ذلك مصادرة الاسلحة وتطبيق عقوبات جنائية" وحماية المدنيين الفلسطينيين والممتلكات في الاراضي المحتلة.وسيجري اختيار ثلاثة محققين لتولي التحقيق في وقت لاحق.
ويعيش نحو نصف مليون مستوطن اسرائيلي و2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية وهي اراض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967. ويطالب الفلسطينيون بهذه الاراضي من اجل اقامة دولتهم المستقلة عليها وعلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. ويقول الفلسطينيون ان المستوطنات الاسرائيلية التي اعتبرتها محكمة العدل الدولية اعلى جهة قضائية تابعة للأمم المتحدة غير شرعية ستحرمهم من اقامة دولة لها مقومات البقاء. وتشير اسرائيل الى علاقات تاريخية وتوراتية تربط بين اليهود والضفة الغربية وتقول ان موقف المستوطنات يجب ان يتقرر من خلال مفاوضات السلام.
وقال نتنياهو "هذا مجلس يجب ان يخجل من نفسه. مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة لا علاقة له بحقوق الانسان. وفي جنيف استنكر السفير الاسرائيلي اهارون ليشنو يعار "مستوى النفاق والمعايير المزدوجة" في المجلس الذي تبنى قرارات أخرى اليوم بشأن هضبة الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل وحق الفلسطينيين في تقرير المصير. وقال ليشنو يعار "القرارات غير مبررة وستأتي بنتيجة عكسية. سوف تضيف المزيد من التوتر والمرارة الى وضع متفجر اصلا. المجلس بتصرفه يضيف الوقود الى نار واجبنا ان نحاول اطفاءها." واضاف امام الاجتماع ان اسرائيل ملتزمة بقوة بحل اقامة الدولتين وانها تريد استئناف المفاوضات الثنائية مع الفلسطينيين دون شروط مسبقة. بحسب رويترز.
وقالت الولايات المتحدة انها ما زالت تشعر "بانزعاج عميق بسبب تركيز المجلس المنحاز وغير المتناسب على اسرائيل كما تجلى بإنشاء الية منحازة اخرى تابعة للأمم المتحدة مرتبطة بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني." وقال المستشار السياسي الامريكي تشارلز أو بلاها امام المجلس ان من غير الملائم الحكم مسبقا في مسائل الوضع النهائي التي لا يمكن حلها الا من خلال المفاوضات الثنائية بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال بلاها "موقف الولايات المتحدة بشأن المستوطنات واضح ولم يتغير نحن لا نقبل شرعية النشاط الاستيطاني الاسرائيلي المتواصل. الوضع الراهن غير قابل للاستمرار سواء بالنسبة للإسرائيليين او الفلسطينيين." لكنه اضاف ان واشنطن لا يمكنها ان تدعم "قرارا منحازا ببدء تحقيق دولي بشأن اسرائيل."
الاستيلاء على ينابيع المياه
من جهة اخرى يستولي المستوطنون الاسرائيليون على "عدد متزايد" من ينابيع المياه الفلسطينية في الضفة الغربية ويلجؤون الى منع او تحديد وصول الفلسطينيين الى منافذ المياه في الاراضي الفلسطينية ، بحسب تقرير للأمم المتحدة. ويشير التقرير الذي اعده مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (اوتشا) الى انه يوجد حاليا 56 نبعا في الضفة الغربية بالقرب من المستوطنات الاسرائيلية منها 30 نبعا تم الاستيلاء عليه بالكامل ومنع الفلسطينيين من دخولها بينما تظل الينابيع الباقية وعددها 26 عرضة "لخطر استيلاء المستوطنين عليها نتيجة ما يقومون به من جولات منتظمة واعمال الدورية". ومن جهتها اتهمت اسرائيل التقرير بانه "مشوه ومنحاز ويحوي الكثير من الاخطاء".
ويذكر التقرير الدولي انه في غالبية الاحيان "منع الفلسطينيون من الوصول الى مناطق الينابيع التي تم الاستيلاء عليها من خلال اعمال الترويع والتهديد"، من قبل المستوطنين اليهود. وبحسب التقرير "يبدا المستوطنون في اعقاب تقليص الوجود الفلسطيني او القضاء عليه في تطوير الينابيع الى مناطق جذب سياحي" لتدعيم البنية التحتية السياحية للمستوطنات بقصد "ترسيخها بإضافة مصدر دخل للمستوطنين وتطبيعها" في اعين المجتمع الاسرائيلي.
ويبدا المستوطنون بعد ذلك بتحويل مناطق الينابيع الى مناطق سياحية من خلال بناء البرك ومناطق التنزه ووضع طاولات وحتى تغيير الاسماء ووضع لافتات لأسماء الينابيع بالعبرية مشيرا الى ان "هذه الاعمال تجري دون تصاريح بناء". واوضح مكتب الامم المتحدة ان "الينابيع بقيت اكبر مصدر مائي للري ومصدرا مهما للاستهلاك المنزلي" للفلسطينيين. واضافت "قوض عدم القدرة على الوصول الى ينابيع المياه واستخدامها سبل عيش الفلسطينيين وامنهم واضطر الكثير من المزارعين اما الى ترك زراعة الارض او مواجهة تقلص الانتاجية". واشارت التقرير الى ان الاستيلاء على الينابيع هو امتداد للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية منوها الى انه غير قانوني بحسب القانون الدولي.
وبالإضافة الى ذلك فان ما يقوم به المستوطنون من "تعدي وترويع وسرقة وبناء دون تصاريح" هي ممارسات غير قانونية بموجب القانون الاسرائيلي ايضا منوها الى ان "السلطات الاسرائيلية تقاعست وبشكل منهجي عن فرض القانون على مرتكبي هذه الافعال وتقديم اي علاج فعال للفلسطينيين". ودعا مكتب الامم المتحدة اسرائيل الى وقف توسيع المستوطنات و ان "تعيد للفلسطينيين القدرة على الوصول الى ينابيع المياه التي استولى عليها المستوطنون واجراء تحقيق فعال في حالات العنف والاعتداء التي يرتكبها المستوطنون". وتقع 4 من الينابيع في المنطقة (ب) وهي المنطقة التي تخضع للسيطرة المدنية الفلسطينية وتحت السيطرة الامنية الاسرائيلية بالقرب من حدود منطقة (ج) بينما تقع بقية الينابيع في المنطقة( ج). وتشكل منطقة ج نحو 60% من الضفة الغربية وهي خاضعة رسميا للسيطرة الامنية والمدنية الاسرائيلية. بحسب فرنس برس.
ومن جهته رفض غاي انبار المتحدث باسم الادارة المدنية الاسرائيلية وهي الهيئة العسكرية المسؤولة عن ادارة اجزاء من الضفة الغربية التقرير قائلا بانه "مشوه ومتحيز ويحوي الكثير من الاخطاء". وقال انبار "كقاعدة عامة، يحق للجميع الوصول الى الينابيع الطبيعية المحلية في الاماكن العامة". وتابع "في حال وجود شكوى حول قيام اي طرف بمنع او تهديد او حتى التدخل مع الدخول الى اماكن مماثلة يجب تقديمها الى اقرب مركز شرطة". واشار انبار الى ان الادارة المدنية فرضت قواعدا تتطلب تصاريح بالبناء في حالتين تتعلقان بالبناء غير القانوني في مناطق الينابيع الطبيعية. واضاف "لا يوجد اي شيء يمنع الفلسطينيين من الدخول الى الينابيع الطبيعية ولم يحدث اي احتكاك او عنف بين الفلسطينيين والمستوطنين هناك".
شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10/نيسان/2012 - 19/جمادى الأولى/1433

الفلسطينيات في الحياة السياسية... دور جديد لفك الحكر الرجال

الفلسطينيات في الحياة السياسية... دور جديد لفك الحكر الرجال
 
شبكة النبأ: "هذا منصب يرى الكثير من الناس إنه حكر على الرجال".. هكذا تقول فيرا بابون التي تطمح كي تصبح أول رئيسة بلدية من بلدة بيت لحم وفي الوقت ذاته إحداث هزة في المجتمع حيث لا يزال الرجال هم الذين يضعون القوانين ويبرمون الصفقات، وأمام فيرا وهي محاضرة جامعية فرصة طيبة لتحقيق الهدف الأول في الانتخابات البلدية التي ستجرى في الضفة الغربية في 20 أكتوبر تشرين الأول. وهي ترأس كتلة من 12 مسلما ومسيحيا في بيت لحم تمثل حركة فتح والتي أظهر استطلاع أجري في الآونة الأخيرة أنها تلقى نسبة تأييد 49 في المئة بالضفة الغربية، وهذه أول انتخابات بلدية تشهدها الضفة منذ عام 2005. وفي بلدة بيت لحم القديمة على بعد كيلومترات محدودة فقط من القدس تغطي الجدران وأعمدة الإنارة ملصقات عليها شخصيات من ست كتل من المرشحين. بحسب رويترز.
وتعد كتلة فيرا بابون بتحسين الخدمات وتشجيع الإمكانات السياحية للبلدة مسقط رأس السيد المسيح. وقالت فيرا "المرأة لها رؤية ولها قدرة وطريقة للوصول إلى التغيير بطريقتها، بالنسبة للكثير من السكان لا يمكن أن تتحسن الأوضاع إلا بعد سبع سنوات نظرا لأن مختلف الأنشطة في البلدة تواجه معوقات نتيجة انسحاب المساعدات الدولية بعد انتخاب خمسة من أعضاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المجلس البلدي عام 2005، وتخشى جهات غربية مانحة من تحويل أموالها إلى الجماعة التي ترفض الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود والتي يعتبرونها منظمة إرهابية. وقررت حماس مقاطعة في الانتخابات التي تجرى الشهر الجاري وكان هذا مصدر راحة بالنسبة لهم.
من جانبها فإن فيرا وهي أم لخمسة من الأبناء فليس لها خبرة سياسية سابقة لكن الفوز بالنسبة لامرأة تدير مدرسة محلية إلى جانب أبحاثها في مجال العلاقة بين الجنسين سيمثل مرحلة جديدة للمرأة في مجتمع ما زال ذكوريا بصورة كبيرة، وفي يوليو تموز أصيبت بيت لحم بالصدمة عندما طعن رجل زوجته وتدعى نانسي زبون (28 عاما) حتى الموت في وضح النهار في سوق مزدحمة وهو ينتظر محاكمته. وتقول فيرا "هناك استهتار بحياة المرأة"، وتقول الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان إن 13 امرأة قتلن على أيدي أقاربهن عام 2011 كما قتل 12 حتى الآن هذا العام، وتقول رندة سنيورة رئيسة الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان إنه ما من شك في أن هناك زيادة في حالات قتل المرأة في المجتمع الفلسطيني، وفي عام 2011 وبعد انتقادات شديدة بسبب غرق شابة كانت ترفض أسرتها عريسها علق الرئيس محمود عباس زعيم حركة فتح العمل بقانونين كانا يستخدمان سابقا في تبرير اقتراف جرائم ضد المرأة.
لكن جماعة الحق المدافعة عن حقوق الإنسان تقول إن القانون الجنائي ما زال مليئا بالثغرات منها أربعة قوانين على الأقل تسرد الظروف التي يمكن استخدامها للتخفيف من العقوبة في جرائم ضد المرأة، وتقول جماعات مدافعة عن حقوق المرأة إن الرجال استغلوا هذه البنود لقتل النساء بسبب الميراث أو للزواج من أخرى أو لإخفاء جرائم الاغتصاب وزنا المحارم من خلال الزعم في المحكمة بان هذا الشخص تصرف بدافع "شرف العائلة"، وتقول فيرا عن قتل نانسي "لو كان في هناك قانون رادع لتغير المنظور بشكل مباشر"، ويعيش نحو 2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية في ظل الاحتلال الاسرائيلي منذ حرب عام 1967، ولم يتعاف النظام القضائي الفلسطيني - وهو في احسن صوره عبارة عن خليط شائن من القوانين الموروثة عن الأنظمة الاستعمارية المتعاقبة - بعد منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الاسرائيلي عام 1987 والتي تركته مهلهلا، وشغل هذا الفراغ قوانين عرفية عتيقة وهي فعالة بشكل خاص في منع دوائر الانتقام من خلال التوصل إلى اتفاق ودي بين أهالي الجناة وأهل الدم، ويغطي القانون العسكري الاسرائيلي كل الضفة الغربية في إطار متطلبات أمنية اسرائيلية. وفي مناطق من الضفة الغربية حيث للسلطة الفلسطينية سلطة إدارية تسري القوانين الفلسطينية، لكن من الصعب إقناع الناس بأن يضعوا ثقتهم في الشرطة والمحاكم لذا فإن العشائر هي أساس النظام الاجتماعي وهي التي تقوم بتسوية كل شيء بدءا من حوادث السيارات وانتهاء بجرائم القتل، لكن النظام ذكوري تماما ولا يمكن للمرأة حضور الاجتماعات ناهيك عن التحدث، وفي قضية نانسي تجمع 600 شخص من كلا العائلتين لحضور جلسة "عطوة" أو الهدنة بين العائلتين بعد أسبوعين من قتل الضحية وتم الاتفاق على دفع "دية" لأسرة القتيلة، كانت الدية المتعارف عليها يوما لحوادث القتل العمد هي مئة ناقة لكن قيمة الدية اليوم تبلغ 41 ألف دينار أردني (58 ألف دولار). وبعد التفاوض بسبب الحاجة لرعاية أبناء نانسي قبلت عائلتها الحصول على 70 ألف دينار (99 ألف دولار) على الفور.
وتقول ربيحة ذياب وزيرة شؤون المرأة إنه على الرغم من أن المرأة الفلسطينية يجري تهميشها بسبب المجتمع الذكوري والتمييز القانوني فإن لها "حضورا قويا"، وتفتخر مدينة رام الله مقر السلطة الفلسطينية بأن بها أول رئيس بلدية امرأة منتخبة كما تم تعيين أول محافظ امرأة إلى جانب تعيين متحدثة جديدة باسم الحكومة، وقالت الوزيرة إنه على الرغم من استمرار الاحتلال سنوت طويلة فإن "مقارعة الاحتلال أعطانا دفعة وقوة شخصية وأدخلنا في الأحزاب مبكرا." وتمثل المرأة حاليا ربع الحكومة إلى جانب 16.6 في المئة من القوة العاملة بعد أن كانت النسبة 10.3 في المئة قبل عشر سنوات، لكن هذه النسبة ما زالت قليلة مقارنة بالمتوسط الذي يعلن عنه البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا والذي يبلغ 26 في المئة. ورغم أن أكثر من 50 في المئة من طلبة الجامعات من الفتيات فإن نصف النساء اللاتي يحصلن على شهادات جامعية لا يعملن، وترى فلسطينيات بارزات أن التغيير يحدث تدريجيا ويقولون إنه لن يتم من خلال الحملات التي تطلقها الجماعات المدافعة عن حقوق المرأة، وتقول فيرا إنه رغم أن النساء يجب أن يكن دائما المدافعات الأوليات عن حقوقهن فإن التغيير لن يتحقق إلا بمشاركة من الرجال أيضا.
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8/تشرين الثاني/2012 - 23/ذو االحجة/1433

إسرائيل... حرب شعارات انتخابية

إسرائيل... حرب شعارات انتخابية
 
شبكة النبأ: حرب انتخابية وإعلامية شرسة تشهدها إسرائيل تزداد حدتها مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وبحسب بعض المراقبين فأن ان لهجة التسقيط والاتهام الإعلامي هي اللغة السائدة في إسرائيل يضاف الى ذلك التحركات السياسية الخاصة التي تجريها بعض الأحزاب في سبيل بناء تحالفات قوية لأجل الحصول على مقاعد إضافية، مؤكدين في الوقت ذاته على ان هذه الانتخابات وعلى الرغم من صعوبتها ستكون محسومة لحزب الليكود الحاكم وهو ما سيتيح لنتنياهو الاستمرار بحكم إسرائيل مرجحين أيضا ان يعمد الأخير الى تغير بعض الخطط السياسية الخاصة في سبيل إرضاء الخصوم الآخرين، وفيما يخص أخر التطورات في إسرائيل فقد اقترحت ثلاثة أحزاب إسرائيلية تشكيل ائتلاف يضم أحزاب يسار الوسط المعارضة في محاولة لهزيمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات لكن الخلافات حول الشروط تشير إلى أن أي اتفاق قد يكون بعيد المنال. وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني التي تترأس حزب الحركة (هاتينواه) المنتمي إلى الوسط عبر حسابها الشخصي على تويتر إنها ستجتمع مع زعيم حزب (هناك مستقبل) وزعيمة حزب العمل ذي التوجه اليساري "لبحث تشكيل جبهة موحدة للعمل معا" من أجل هزيمة نتنياهو.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الأحزاب الثلاثة ستحصل معا على حوالي 37 مقعدا من مقاعد الكنيست وعددها 120 مقعدا وهو عدد يكفي للتفوق على عدد المقاعد المتوقع أن تحصل عليها القائمة اليمينية التي يتزعمها نتنياهو وعددها 35 مقعدا والتي من المحتمل أن تشكل الحكومة الائتلافية الإسرائيلية القادمة. ووافق الشركاء الذين اقترحتهم ليفني على الاجتماع معها لكنهم سرعان ما اختلفوا بشان إمكانية أن تكون أحزاب يسار الوسط جزءا من التحالف الحاكم.
لكن حزب العمل استبعد تشكيل أي حكومة وحدة مع نتنياهو وكانت زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفيتش قالت إنها تسعى إلى أن تكون إما رئيسة وزراء إسرائيل القادمة أو أن تجلس في صفوف المعارضة. وقالت يحيموفيتش في بيان إن منافسي نتنياهو برفض أي شراكة معه في المستقبل يمكنهم "زرع أمل كبير في قلوب الناس... وحشد القوى الجماهيرية في كفاح يتسم بالاصرار والجرأة". ومضت يحيموفيتش التي اشتهرت كمعلقة تلفزيونية سابقة تقول "إن قيام أولئك الذين يسعون إلى تغيير الحكومة بتحرك موحد لن يكون حقيقيا ومؤثرا إلا إذا فعلت تلك الأحزاب مثلنا."
لكن زعيم حزب هناك مستقبل يائير لابيد وصف إعادة انتخاب نتنياهو نتيجة متوقعة سلفا وقال إنه يريد أن يكون تحالف يسار الوسط منفتحا لفكرة المشاركة في التحالف لموازنة حلفاء رئيس الوزراء من الأحزاب الدينية والقومية وقال لابيد للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي "لنشكل تكتلا يأخذ زمام المبادرة في تشكيل حكومة وحدة وطنية." وتصور ليفني نفسها على أنها بديلا لنتنياهو لكنها لم تصل إلى حد إعلان أنها لن تشارك في حكومته.
ونتنياهو رئيس وزراء لفترتين ويحظى بتقدير بفضل الاستقرار النسبي الذي حققه للاقتصاد الإسرائيلي وكسب تأييد القطاعات الدينية والقومية المتنامية في الدولة بالدفاع عن الاستيطان في الأرض المحتلة. ويبدي موقفا متشددا إزاء الفلسطينيين وإيران لكنه تجنب دخول صراعات كبيرة. وتحاول ليفني استغلال عزلة إسرائيل المتزايدة وأجرت عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية في الحكومة السابقة محادثات لم تسفر عن نتيجة بشأن تأسيس دولة فلسطينية. بحسب رويترز.
وقال نتيناهو الذي كان يتحدث من خلال برنامج آخر على القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إنه إذا عملت ليفني في حكومته فإنها لن تقود جهود إحلال السلام. وتركز حملة لابيد ويحيموفيتش وهما جديدان على الساحة السياسية لكنهما يشتهران أكثر بين الجمهور كمعلقين في التلفزيون على الإصلاحات الاجتماعية. وقال نائب رئيس الوزراء موشي يعلون وهو من حزب ليكود في خطاب "اتمني أن يتكتل الجانب الآخر في اتجاه اليسار لأن ذلك سيبلور الفروق بيننا." وفي تصريح موجه على ما يبدو لكل من لابيد ويحيموفيتش سخر يعلون مما وصفه "بالصفاقة والفجاجة التي تبدت في رغبة أشخاص في القفز مباشرة في المياه الباردة بأن يصبح أحدهم رئيسا للحكومة دون المرور بأي محطة على الطريق."
متقلب وضعيف
على صعيد متصل قال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متقلب وضعيف في هجوم شخصي غير معتاد على الزعيم اليميني الذي يحظي بتقدم كبير في استطلاعات الرأي. وكان يوفال ديسكين الذي ترك منصب رئيس جهاز الشين بيت عام 2011 قد حذر العام الماضي من أن نتنياهو يسعى إلى اشعال حرب "ذات أبعاد دينية مع ايران." ومن المحتمل أن يكون لانتقاداته الجديدة تأثير أكبر نظرا لأن مهام الشين بيت تشمل فحص اللياقة النفسية للمرشحين لمناصب أمنية بالرغم من انه لا يوجد مؤشر على أن ديسكين يستند إلى أي تقييم رسمي لرئيس الوزراء. وقال ديسكين في مقابلة نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت أكثر الصحف الاسرائيلية مبيعا على صفحتها الأولى "يعتمل في أعماق نتنياهو في رأيي مزيج من الايدلوجية واحساس عميق بانه أمير سليل عائلة ملكية من نخبة القدس إلى جانب شعور بعدم الامان وخوف عميق من تحمل المسؤولية."
وسخر مما وصفه بانه أسلوب نتنياهو "المتقلب" في اتخاذ القرارات وقال إن رئيس الوزراء "لا يمتلك جوهرا قويا أو نواة صلبة تدفعك لأن تقول.. في موقف صعب أو أزمة..يمكنني أن أتبعه..يمكنني أن أثق به." ونشرت يديعوت أحرونوت التي عادة ما تنتقد نتنياهو في افتتاحياتها ردا من مكتب رئيس الوزراء يصف تصريحات ديسكين بأنها "سخيفة". واتهم البيان ديسكين بانه يتصرف بدوافع سياسية ولشعوره بالاستياء لعدم تعيينه رئيسا لجهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) بعد انتهاء فترة عمله في الشين بيت. بحسب رويترز.
وقلل مسؤول اسرائيلي طلب عدم نشر اسمه من أهمية تصريحات ديسكين. وأضاف أن الشين بيت لا يجري "تقييما" نفسيا لرؤساء الوزراء وتوقع أن تعتبر الجماهير أن ديسكين لم يعبر الا عن رأيه الشخصي. وأكد شخص مقرب من ديسكين طلب عدم نشر اسمه انه سعى بالفعل لرئاسة الموساد لكنه قال إن الرئيس السابق للشين بيت رأي في ذلك فرصة "لضمان اتخاذ القرارات السليمة بشأن الأمن الوطني".
ضم الضفة لإسرائيل
في السياق ذاته دعا أعضاء من الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى دفع مبالغ مالية للفلسطينين في الضفة الغربية لترحيلهم وضم الضفة الغربية لإسرائيل، وذلك خلافا للبرنامج المعلن للحزب اليميني. وجاءت دعوات اعضاء الليكود في مناظرات انتخابية ونقلها موقعا الصحيفتين الاسرائيليتين يديعوت احرونوت ومعاريف. واقترح موشي فيغلين اليميني المتطرف والمرشح لعضوية الكنيست دفع مبلغ 500 الف دولار لكل عائلة في الضفة الغربية "للانتقال الى الغرب". وقال ان "الغرب يرغب في استقبال الفلسطينين خلافا لادعاءاتهم لان عدد السكان في الدول الغربية يتقلص بسبب تراجع عدد الولادات والفلسطينيون يعملون في البناء". واضاف "اذا هاجروا فسيكونوا افضل من مهاجري العمل السودانيين الذين لا يعرفون البناء".
واكد اربعة مسؤولين من حزب الليكود التزامهم بضم الضفة الغربية الى اسرائيل. والاعضاء الاربعة هم وزير الاعلام يولي ادلشتاين وعضو الكنيست يريف لفين ورئيس الائتلاف الحكومي زئيف الكين وعضو الكنيست يريف لفين والمرشح موشيه فيغلين . وقال فيغيلن ان دولة اسرائيل تدفع نحو 10 بالمئة من اجمالي ناتجها القومي كل عام من اجل حل الدولتين واتفاقات اوسلو.
كما انها تدفع للجدار الفاصل ولمنظومة القبة الحديدية ولكل حارس في كل مقهى، معتبرا ان الدولة العبرية "ستضطر لوضع قبة حديدية على كل مدرسة في تل ابيب" في هذه الظروف. واشار الى ان هذه الميزانية يمكن ان "تقدم الحكومة منها 500 الف دولار لكل اسرة عربية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) لتشجيعها على الهجرة الى مكان اخر مع مستقبل افضل". واكد المسؤولون الاربعة التزامهم بضم الضفة الغربية الى اسرائيل.
وايد وزير الاعلام يولي ادلشتاين وعضو الكنيست ياريف ليفين فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية تدريجيا. وقال موقع صحيفة معاريف ان "تصريحات المسؤولين الاربعة جاءت بعدما كرر نتانياهو التزامه قبول حل الدولتين". ورأى مسؤول الليكود زئيف الكين انه يجب فرض السيادة الاسرائيلية على المناطق التي يسكنها اليهود اولا ثم على المناطق الفلسطينية. وقال ليديعوت احرونوت ان "هذه التصريحات المتطرفة هي شعارات جيدة لنتانياهو في الانتخابات، فهي تساعد على عودة الاصوات اليمينية التي تحولت الى حزب البيت اليهودي".
من جهتها، اعتبرت عضو الكنيست عن حزب الليكود تسيبي حوطيفيلي ان "قبول نتانياهو حل الدولتين كان خطابا تكتيكيا موجها للمجتمع الدولي ولا يلزم الليكود". من جهة اخرى، قام فيغلين بزيارة استفزازية الى المسجد الاقصى. وقالت يديعوت احرونوت ان "فيغيلين توجه الى لجبل الهيكل لجذب الناخبين المتدينين". وكشف استطلاع للرأي ان اللائحة المشتركة لليكود واسرائيل بيتنا بزعامة وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان تواصل تراجعها قبل الانتخابات المقررة.
الى جانب ذلك افاد استطلاع للراي بان غالبية الاسرائيليين توافق على اقامة دولة فلسطينية لكنها لا تعتقد انه سيكون هناك اتفاق سلام ولا تعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس "شريكا للسلام"، وردا على سؤال "هل تؤيد ام تعارض فكرة دولتين لشعبين اي اقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب دولة اسرائيل؟"، اجاب 53,5% من المستطلعين انهم يدعمون هذا الاقتراح، بينما يرفضه 38% منهم وبقي الاخرون دون راي. لكن 54,3 بالمئة من الاسرائيليين يرون انه ليس من الممكن التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين مقابل 40,6 بالمئة يعتقدون بامكانية ذلك. واعتبر 55% منهم ان الرئيس محمود عباس ليس "شريكا للسلام" مقابل 33,3% يعتقدون ذلك. بحسب فرنس برس.
وردا على سؤال حول مواصلة البناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، يبدو الاسرائيليون منقسمين بالتساوي تقريبا حيث يوافق 43,4 بالمئة على ذلك مقابل 43,5 بالمئة يفضلون تجميد الاستيطان. وبالنسبة للقدس الشرقية المحتلة، هناك اغلبية تؤيد مواصلة البناء في الاحياء الاستيطانية. ونشرت صحيفة اسرائيل هايوم المجانية والمقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الاستطلاع الذي شمل عينة تمثيلية من 820 شخصا يمثلون السكان الاسرائيليين مع هامش خطأ من 3,4%.
استطلاعات خاصة
من جانب اخر كشف استطلاع راي بان اللائحة المشتركة لحزبي الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو واسرائيل بيتنا بزعامة وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان تواصل تراجعها قبل الانتخابات. ونشرت صحيفة هارتس الاستطلاع الذي يقول بان الليكود-اسرائيل بيتنا سيحصل على 34 مقعدا في البرلمان (الكنيست) من اصل 120. وفقدت اللائحة مقعدا مقارنة باخر استطلاع راي اجرته الصحيفة الذي نشر في 25 من كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وفقدت لائحة الليكود-بيتنا نحو عشرة مقاعد وفق استطلاعات الراي منذ الاعلان عن تأسيسها في تشرين الاول/اكتوبر الماضي حيث كانت ستحصل وقتها على 43 مقعدا. وتراجعت اللائحة بخمسة مقاعد في شهر كانون الاول/ديسمبر وحده بحسب المحللين السياسيين في الاذاعة العسكرية. ويصب تراجع الليكود-بيتنا في مصلحة حزب البيت اليهودي (القومي الديني المتطرف)الذي سيحصل على 14 مقعدا اي بزيادة مقعد واحد عن الاستطلاع الاخير.
ويبدو ان حزب العمل بزعامة شيلي يحيموفيتش يتراجع ايضا بحسب الاستطلاع الذي بين انه سيحصل على 16 مقعدا اي بتراجع بمقعد واحد مقارنة بالاستطلاع السابق وبعيدا عن هدف يحيموفيتش المتمثل بالفوز ب 20 مقعدا في الكنيست. وراى المحلل السياسي في صحيفة هارتس يوسي فيرتير ان الفجوة بين حزبي العمل والبيت اليهودي تضيق وقد يصبح البيت اليهودي في حال استمرار تقدمه القوة السياسية الثانية في الكنيست القادم.
وستحصل كل من احزاب شاس (اليهود الارثوذكس السفارديم) على 11 مقعدا وحزب يهودية التوراة (اليهود الارثوذكس الغربيين) على ستة مقاعد. وعلى الرغم من تراجع لائحة الليكود-اسرائيل بيتنا فان كتلة اليمين ما زالت تحافظ على تصدرها حيث ستحصل على 67 مقعدا وما زال نتانياهو الاوفر حظا لتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة. ويتوقع ان تحصل كتلة اليسار-وسط والاحزاب العربية على 53 مقعدا. فحزب "الحركة" الذي اسسته وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني يتوقع ان يحصل على 10 مقاعد مقابل اربعة مقاعد لحزب ميرتس (يسار صهيوني). بحسب فرنس برس.
اما حزب "يش عاتيد" (يوجد مستقبل) الذي اسسه الصحافي السابق يائير لابيد فسيحصل على 9 مقاعد وستحصل الاحزاب العربية على 12 مقعدا بزيادة مقعد واحد عن الاستطلاع السابق. واجرى معهد ديالوغ الاستطلاع على عينة تمثيلية من 666 شخصا يمثلون سكان اسرائيل البالغين مع هامش خطأ 3,9%.
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/كانون الثاني/2013 - 5/ربيع الأول/1434

ملف الارهاب في العراق: اندحار القاعدة وتجاوز مرحلة الخطر

ملف الارهاب في العراق: اندحار القاعدة وتجاوز مرحلة الخطر
اعداد:ميثم العتابي
شبكة النبأ: حسب الدراسات والتقارير العالمية فإن معدلات العنف والجريمة وكل مايتعلق بالإرهاب الذي أطال المدنين العزل في العراق، بات في تراجع واضح خلال الأشهر الاخيرة، ذلك بعد سيطرة القوات العراقية وبشكل واضح على أغلب المفاصل الامنية في المحافظات، ومع إنطلاق خطة فرض القانون، إلى جانب محاولات بدء حملات الإعمار التي تشهدها أغلب هذه المحافظات.
بيد ان الملفت للنظر هو تزايد أعداد المعتلقين وغير المقدمين إلى الجهات القضائية، أو لم تنسب لهم التهم بعد، مع رصد حالات من الخروقات المتعلقة بحقوق الإنسان من قبل القوات العراقية.
(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي نسلط الضوء على التراجع الواضح للأعمال الإرهابية داخل العراق، مع إنحسار سطوة القاعدة والبدء في تفكيك أجزائها نهائيا، إضافة لعرض حالة الجيش العراقي والذي أصبح مستعدا لتولي مهامه الامنية:
مئات المعتقلين في السجون الأمريكية من غير العراقيين
كشف مسؤول رفيع المستوى في الجيش الأمريكي في العراق، عن وجود 221 معتقلا غير عراقي ينتمون لعشرين دولة معتقلين في السجون الامريكية في العراق مع 15 امراة جندهن المسلحون كانتحاريات.
وقال  اللواء دوجلاس ستون في مؤتمر صحفي عقده في بغداد ان هناك 221 معتقلا من جنسيات مختلفة  ينتمون الى عشرين دولة من الذين ارتكبوا جرائم داخل العراق و15 امرأة في المعتقلات الأمريكية اعتقلن بعد أن كان الإرهابيون يريدون استخدامهن كأنتحاريات.
واشار الى ان العدد الاجمالي للمعتقلين الذين تم الافراج عنهم منذ البدء بتنفيذ برنامج اطلاق السراح قبل نحو تسعة اشهر الى الان بلغ حوالي عشرة الاف معتقل.
وأوضح ان معدل الإفراج اليومي للمعتقلين نحو 50 معتقلاً يومياً مقارنة بمعدل 30 شخص يعتقل في اليوم. بحسب أصوات العراق.
وأوضح  دوجلاس إن: عملية إطلاق السراح تتم من خلال لجنة مختصة تقوم بمراجعة قضايا المعتقلين كل ستة أشهر. نافيا وجود حد أعلى لاعداد المفرج عنهم.
وقال ستون إن الشرط الوحيد للجنة التحقيق مع المعتقل في عملية أطلاق سراحه بعد دراسة ملفه الخاص هو إن يكون مؤهلاً للعودة للحياة المدنية وان يتعهد بعدم التعرض للقوات متعددة الجنسيات ولا يشترك في الأعمال  المسلحة، وان اللجنة تقوم بدراسة ومراجعة 140 أو 150 قضية شهرياً.
ولفت الى أن نسبة المعتقلين من الطائفة الشيعية تصل إلى 19% أي ما يقارب الـ4000 معتقلاً نصفهم من عناصر جيش المهدي التابع للتيار الصدري الذي يتزعمه السيد مقتدى الصدر.
وبين ستون أن إدارة المعتقلات تعمل على تقييم المعتقلين وعزل المتطرفين منهم لخلق بيئة أمنة داخل المعتقل.
تنظيم القاعدة والإنتحاريات في محافظة ديالى 
وكشف رئيس مجلس محافظة ديالى، ان اكثر من (14) إمراة انتحارية فجرت نفسها خلال الاشهر الستة الماضي، مبينا ان تنظيم القاعدة ينوي ارسال اكثر من (25) انتحارية اخرى من جبال حمرين التي يتحصن فيها، لتنفيذ تفجيرات اخرى داخل المحافظة، بحسب المعلومات الاستخبارية.
وقال ابراهيم باجلان إنه: في خلال الستة اشهر الماضية، كان هناك 14 إمراة انتحارية فجرت نفسها في عمليات داخل محافظة ديالى، بحسب المعلومات الاستخبارية والاحصائيات المتوفرة لدى المحافظة. واضاف باجلان إن: قسما من الانتحاريات الـ(14)، لا يحملن الجنسية العراقية. بحسب اصوات العراق.
وتابع باجلان قائلا إن: هناك معلومات استخبارية موثقة، متوفرة لدى الاجهزة الامنية في المحافظة، تشير الى وجود اكثر من (25) إمراة انتحارية متواجدة في سلسلة جبال حمرين، ينوي تنظيم القاعدة ارسالهن الى المحافظة لتنفيذ عمليات انتحارية بين صفوف المواطنين.
وكانت أول عملية اعلن فيها تنظيم القاعدة عن إستخدمه امراة انتحارية، كان عام 2004 حين نشر بيانا على موقعه إلالكتروني على شبكة الإنترنت، ناعيا فيه مفجرة انتحارية قامت بتفجير حزام ناسف بمجموعة من متطوعي الجيش العراقي في منطقة القائم على الحدود العراقية السورية.
وتعتبر سلسلة (جبال حمرين) منطقة جبلية وعرة تساعد كثيرا على اختفاء العناصر المسلحة فيها. وتشن القوات الأمنية العراقية، تساندها القوات الأمريكية، عمليات عسكرية مستمرة لمطاردة تلك العناصر.
وتتبع ناحية (قرة تبة) التي وقع فيها التفجير الذي نفذته انتحارية، قضاء خانقين، الذي يبعد (155 كلم) شمال شرق مدينة بعقوبة، فيما تقع بعقوبة، مركز محافظة ديالى، على مسافة 57 كم إلى الشمال الشرقي من العاصمة بغداد.
أحصائيات عن انخفاض أعمال العنف
وقال مرصد الحريات الدستورية إن أعمال العنف في العراق والتي تشمل عمليات القتل والإصابات والجثث مجهولة الهوية والاغتيالات انخفضت خلال شهر أيار مايو الماضي، فيما ارتفعت معدلات الاعتقالات بشكل كبير خلال الشهر ذاته.
وأضاف المرصد في تقريره الذي يصدره شهريا، بالرغم من الانخفاض الملحوظ في أعمال العنف التي سجلتها إحصائيات المنظمة إلا أن هذه الأعمال لازالت قائمة على كافة أبناء الشعب العراقي على اختلاف أطيافه وتوجهاته.
وجاء في التقرير، أن: محافظات المثنى والديوانية والنجف ودهوك والسليمانية خلت من أعمال العنف طيلة الشهر الماضي وتعتبر محافظة نينوى أكثر المحافظات عنفاً خلاله، حيث وصل عدد الضحايا إلى ما لا يقل عن 1244 ضحية.
وأوضح التقرير أن أعداد المعتقلين الذين أطلق سراحهم تزايد وفقاً لقانون العفو العام كما تزايد أعداد المعتقلين المطلق سراحهم في كل من (سجن بوكا، كركوش، كروبر).
وفقاً للإحصائيات التي تم التوصل لها خلال الفترة الممتدة من1/5/2008 ولغاية 31/5/2005 فإن أعمال العنف سجلت 2287 حادثة عنف تباينت بين (قتل، إصابات، جثث مجهولة، اغتيالات، أعمال خطف) و3123 عملية اعتقال في عموم محافظات العراق.
وسجلت أعمال القتل ما يقارب 988 قتيلا تركز أكثرهم في كـــل من محافظات نينوى وبغداد وديالى والأنبار وصلاح الدين وكركوك والبصرة، فيما كانت الإصابات ما يقارب 1103 مصابين تنوعت أسبابها بين (عبوة ناسفة، حزام ناسف، سيارة مفخخة، هجوم مسلح) وتركز أكثرهم في كل من محافظات (بغداد، ديالى، نينوى، صلاح الدين، كركوك، واسط، بصرة، بابل، ذي قار). بحسب اصوات العراق.
والجثث المجهولة سجلت ما يقارب 160 وتركز أكثر ضحاياها في كل من محافظات (بغداد، بصرة، الأنبار، واسط، نينوى، كركوك، ديالى). وسجلت الاغتيالات حسب ما ورد للمرصد من معلومات ما يقارب 12 قتيلا تركزوا فــي كــــل من (بغداد، الأنبار، واسط، نينوى، ديالى، بابل)، وسجلت أعمال الخطف ما يقارب 24 حادثة وتركز أكثر المخطوفين في كل من (ديالى، صلاح الدين).
وكانت الإحصائيات التي أجراها المرصد خلال الفترة 1/4/2008 ولغاية 30/4/2008 توصلت إلى وجود 5803 حادثة عنف في عموم العراق. إذ قتل ما يقارب 1309 شخصا وأصيب 3108 وخطف ما يقارب 80 شخصا، بينما عثر على 330 جثة مجهولة الهوية واعتقل 967 شخصا واغتيل 9.
ووفقا لما ورد بالتقرير فإن المرصد يستند ممثلا بلجانه القانونية والإعلامية في جمع تلك الانتهاكات على معلومات يتم الحصول عليها من عدة مصادر من بينها، التقارير الصادرة عن اللجنة القانونية والإعلامية والزيارات الميدانية لضحايا الانتهاكات أنفسهم أو ذويهم بالإضافة إلى التقارير والأخبار التي تبثها وسائل الإعلام المعتمدة لدى المنظمة.
وذكر التقرير أن الأحداث الأمنية لشهر أيار مايو شهدت ازدياد حالات الاعتقالات بشكل يسبق نظيره من الأشهر السابقة حيث وصلت أعداد المعتقلين إلى ما يقارب 3123 حيث أن عمليات الاعتقال هذه تركزت في كل من نينوى 1244 وبغداد 838 والبصرة 505 وديالى 287 وميسان 65 وكركوك 42 وكربلاء 57 وصلاح الدين 27 وبابل 40 وواسط 12 والأنبار 12 وأربيل 10 والقادسية 2.
وفيما يتعلق بإطلاق سراح المعتقلين طبقا لقانون العفو العام، أوضح التقرير: اُطلق سراح حوالي 70000 معتقل موزعين على مناطق مختلفة من العراق أغلبهم أخلي سبيلهم، فيما بلغ عدد الذين لم تشملهم بنود العفو 20963 متهما، حيث أن عدد الموقوفين في السجون العراقية المشمولين بقانون العفو والذين لم تكن قد صدرت ضدهم أحكاما بلغ 12126 شخصا، فيما بلغ عدد المسجونين الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية في أوقات سابقة، والمشمولين ببنود العفو أيضا 5846 مسجونا.
أما عدد المعتقلين الذين أطلق سراحهم بكفالة بلغ 32835 شخصا، فيما بلغ عدد المطلوبين الذين لم يلق القبض عليهم وهم مشمولون ببنود قانون العفو 19291 مطلوبا. كما اطلق سراح 295 معتقلا من سجن الأحداث لشمولهم بقانون العفو العام.
واطلق سراح ما يقارب 1021 معتقلا بواقع 427 معتقلا في (البصرة – نينوى- واسط) من قبل القوات العراقية وذلك لعدم ثبوت الأدلة ضدهم، واطلق سراح حوالي 549 معتقلا من سجن بوكا وكركوش وذلك لعدم ثبوت الأدلة ضدهم.
وأوصى التقرير الحكومة بـ"احترام كرامة الضحايا ومعاملتهم برأفة حيث يحق لهم الوصول إلى آليات العدالة والحصول على الإنصاف الفوري وفقا لما تنص عليه التشريعات الوطنية فيما يتعلق بالضرر الذي أصابهم وحيثما لا يكون من الممكن الحصول على تعويض كامل من المجرم أو من مصادر أخرى، ينبغي للدولة أن تسعى إلى تقديم تعويض مالي الضحايا الذين أصيبوا بإصابات جسدية بالغة أو باعتلال الصحة البدنية أو العقلية وأسر الأشخاص المتوفين أو الذين أصبحوا عاجزين بدنيا أو عقليا نتيجة للإيذاء، وبخاصة من كانوا يعتمدون في إعالتهم على هؤلاء الأشخاص.
وفيما يتعلق بالمعتقلين أوصى التقرير بأن يعامل جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن معاملة إنسانية وباحترام لكرامة الشخص الإنساني الأصيلة ويعتبر الشخص المحتجز المشتبه به (المتهم) بريئا ويعامل على هذا الأساس إلى أن تثبت إدانته وفقا للقانون في محاكمة علنية تتوافر فيها جميع الضمانات الضرورية للدفاع عنه.
وأن يعامل الأشخاص المحتجزون معاملة تتناسب مع وضعهم كأشخاص غير مدانين وعلى هذا، يتعين الفصل بينهم وبين السجناء، كلما أمكن ذلك ومراعاة عدم جواز استبقاء شخص محتجزا دون أن تتاح له فرصة للإدلاء بأقواله في أقرب وقت أمام سلطة قضائية أو سلطة أخرى. ويكون للشخص المحتجز الحق في أن يدافع عن نفسه أو أن يحصل على مساعدة محام بالطريقة التي يحددها القانون.
وكذلك عدم إخضاع أي شخص يتعرض لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهنية. ولا يجوز الاحتجاج بأي ظرف كان كمبرر للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهنية وأن تراعي الإدارة المركزية للسجون انه لا يجوز أن يوضع في زنزانات أو غرف فردية أكثر من العدد المقرر والطبيعي من السجناء فيه، خصوصاً في حالات الاكتظاظ.
ويعرف مرصد الحقوق والحريات الدستورية نفسه على أنه منظمة مستقلة غير ربحية وفي سعيها الحثيث لتحقيق الأهداف التي رسمتها المنظمة ألا وهي تطبيق وحماية الحقوق والحريات التي نصت عليها المواد الدستورية في الباب الثاني (باب الحقوق والحريات) من الدستور العراقي الدائم.
ويقوم بإعداد التقارير والبيانات التي تحدد المشكلات التي تواجه عمل الحكومة في المحافظة على الأمن والاستقرار وضمان المراقبة المنتظمة لأحداث العنف الدائرة عن طريق رصد الانتهاكات التي تمس تلك الحقوق والحريات وإعداد الاحصائات الخاصة بها لتوفير قاعدة تحدد المحافظات الأكثر عنفاً وتحدد الجرائم الأكثر انتشاراً بين محافظات العراق ومنها تنبثق الحلول بعد الوقوف على حجم تلك الانتهاكات ونوعها.
القاعدة في العراق وهزيمة إستراتيجية
وأفادت صحيفة تايمز البريطانية أن إحصاءات البنتاغون أشارت إلى أن العراق يشهد أدنى مستويات العنف فيه منذ أربع سنوات، إذ انخفضت معدلات الخسائر بالأرواح بين صفوف مواطنيه والقوات الأمريكية، في وقت أعلن فيه مسؤول أمريكي أن تنظيم القاعدة يوشك على الهزيمة في العراق.
ونقلت الصحيفة عن البنتاغون قولها إن 19 عسكريا أمريكيا قتلوا في العراق في شهر أيار مايو، ما يجعله اقل الشهور دموية بالنسبة للقوات الأمريكية منذ بدء الحرب.
وكان اشد الشهور ثقلا على القوات الأمريكية بسبب خسائرها بالأرواح هو شهر أيار مايو من العام 2007، إذ قتل 126 عسكريا عند تصاعد مستويات العنف.
ويُرد السبب الرئيس في تدني مستويات العنف، الذي شهد انخفاضا أيضا في أعداد الضحايا العراقيين المدنيين، إلى وقف إطلاق النار الذي أعلنه مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري وجناحه العسكري جيش المهدي، بعد مواجهات اندلعت بين جيش المهدي من جهة وقوات أميركية وعراقية من الجهة الأخرى. بحسب اصوات العراق.
وقال متحدث أمريكي، العميد البحري باترك درسكول، إن حوادث العنف انخفضت في العراق عموما إلى 70% منذ أن أمر الرئيس بوش بزيادة 35.000 عسكري إضافي في العام الماضي.
وفي نيسان ابريل الماضي، بلغ عدد القتلى من العراقيين، مدنيين وشرطة وجيش، 75 شخصا، وهو أدنى مستوى للخسائر بين العراقيين منذ تشرين الثاني نوفمبر 2004.
وتزامن الهدوء النسبي الذي جاء في أعقاب توقف المواجهات بين ميليشيات وقوات أمريكية وحكومية مع إعلان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، CIA، عن أن تنظيم القاعدة في العراق يوشك على أن يشهد هزيمة إستراتيجية، فضلا عن تزايد الرفض لايدولوجيا القتل في الشرق الأوسط.
فقد تحدث مايكل هايدن، مدير CIA، إلى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قائلا إن جماعة القاعدة الإرهابية لقيت هزيمة في العراق والسعودية وتعاني من نكسات كبيرة وشاملة بعدما سحب الكثير من العالم الإسلامي دعمهم لشكل الإسلام، الذي يحمله هذا التنظيم، محذرا من أن القاعدة ما زالت تشكل تهديدا خطرا.
القاعدة بمواجهة التجنيد الحكومي لزعماء العشائر
قال مسؤول عراقي ان الشرطة العراقية اعتقلت 13 من المشتبه في انهم أعضاء بالقاعدة وضبطت 58 حزاما ناسفة جاهزة للاستخدام في تفجيرات انتحارية.
وقال حكمت جبير قائم مقام بلدة هيت بغرب بغداد ان المشتبه بهم اعتقلوا ليل السبت وبحوزتهم 13 حزاما ناسفا ثم قادوا الشرطة الى 45 حزاما آخر مخبأة في منزل.
وقال جبير انه تم إلقاء القبض على 13 شخصا من القاعدة بناء على معلومات مخابرات أثناء تجمعهم في منزل في هيت بغرب البلاد. بحسب رويترز.
وتقع هيت على مسافة 130 كيلومترا غربي بغداد في محافظة الأنبار التي كانت ذات يوم قاعدة لتنظيم القاعدة ومعقلا للمسلحين العرب السنة الذين يقاتلون القوات الأمريكية والعراقية.
وقال جبير ان هؤلاء المسلحين يشتبه في ضلوعهم في تفجير انتحاري وقع أواخر الشهر الماضي وأسفر عن مقتل قائد شرطة هيت وثمانية آخرين من قوات الشرطة وأربعة مدنيين.
ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون وعراقيون ان القاعدة في حالة فرار في العراق وانه جرى تفكيك شبكاتها في آخر معقل حضري لها في الموصل في شمال العراق. لكن المسؤولين يقولون ان القاعدة لا تزال تمثل تهديدا.
ويجند الجيش الأمريكي زعماء عشائر سنية لمساعدته في قتال القاعدة وهي استراتيجية ساهمت في انخفاض حاد في أعمال العنف.
العراق يتجاوز مرحلة الخطر في حربه على الإرهاب
أبلغ وزير خارجية العراق مجلس الأمن الدولي أن القوات العراقية والأمريكية تجاوزت مرحلة الخطر في معركتها المستمرة منذ خمس سنوات مع المسلحين رغم ان التطورات الإيجابية لاتزال هشة.
وفي كلمة أمام مجلس الأمن المؤلف من 15 بلدا قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان القوات الأمنية لحكومته باتت أفضل تدريبا وتجهيزا من أي وقت مضى. ويبلغ حجم تلك القوات الآن نحو 600 ألف وتتولى حماية نصف محافظات العراق الثماني عشرة.
وقال زيباري: جهودهم أكسبتهم ثقة وتعاون الشعب العراقي وبدعم من القوات متعددة الجنسيات تجاوزوا مرحلة الخطر في المعركة ضد التمرد والارهاب في العراق.
لكنه حذر المجلس من أن القوات العراقية لاتزال غير قادرة بمفردها على تولي المسؤولية الكاملة عن الحفاظ على الأمن في كل الأراضي العراقية.
وينتهي تفويض الأمم المتحدة للقوات الدولية في العراق ومعظمها من الولايات المتحدة في 31 ديسمبر كانون الاول. وتجري واشنطن مفاوضات بشأن اتفاق أمني ثنائي مع العراق يغطي فترة ما بعد حلول أجل التفويض لكن العراق يقول ان محادثات الترتيب الأمني بلغت طريقا مسدودا. بحسب رويترز.
وردا على سؤال حول ما اذا كان سيتم التوصل لاتفاق قال زيباري للصحفيين انه يأمل (ذلك) لان العراق يحتاج الى هذا الاتفاق.
والعراق قلق أيضا بشأن فقد محتمل للحماية من دعاوى ضحايا النظام السابق بمجرد انتهاء تفويض الأمم المتحدة. ويقول دبلوماسيون ان مثل هذه الدعاوى قد تصبح عبئا ماليا خطيرا على العراق.
وتحدث زلماي خليل زاد سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة للصحفيين حول هذا الأمر بعد اجتماع مجلس الامن.
وقال: هناك عدة خيارات احداها بديهيا استمرار توفير الحماية (ضد دعاوى التعويضات)."
وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الامم المتحدة انه من المهم وضع جدول زمني لانسحاب كل القوات الاجنبية من العراق.
واضاف ان أي اتفاق أمني أمريكي عراقي جديد يجب الا: يتضمن وجود قوات اجنبية في العراق لاجل غير مسمى.
وقال ان هذا سيفضي الى صدع يزداد عمقا في المجتمع العراقي وهو ما سيقوض الحياة السياسية والامن في العراق. وعارضت روسيا مثل فرنسا والمانيا غزو العراق في مارس اذار 2003.
وتحدث خليل زاد أيضا عن تحسن الوضع الأمني وقال: من الواضح أن التطورات الايجابية الاخيرة للوضع الامني في أنحاء العراق كبيرة، مضيفا أن على بغداد بذل الجهد من أجل حماية هذه المكاسب.
وقال خليل زاد ان على بغداد أن تحسن أداءها في ميادين منها توصيل المساعدة الانسانية والخدمات الاساسية الى العراقيين وتوفير فرص العمل ودفع عملية المصالحة السياسية الى الامام.
ومضى يقول اجمالي عدد الحوادث الامنية تراجع الان الى أدنى مستوياته في أكثر من أربع سنوات رغم زيادة مؤقتة في العنف صاحبت عمليات الجيش العراقي الاخيرة في البصرة ومدينة الصدر والموصل.
وأضاف أن وفيات المدنيين من جراء العنف تراجعت اجمالا بنسبة 75 في المئة منذ يوليو تموز 2007 في حين تراجعت الهجمات الكبيرة مثل تفجيرات السيارات في مايو آيار 2008 لتنزل عن مستواها المنخفض السابق في عامين الذي بلغته في ديسمبر كانون الاول 2007.
وقال ان التفجيرات الانتحارية لاتزال تمثل تهديدا وكذلك تدخل سوريا وايران جاري العراق. وكرر اتهامات الولايات المتحدة للبلدين بدعم أو امداد أو تدريب المسلحين في العراق.
وقال زيباري ان ديون العراق تمثل مشكلة وناشد اعادة النظر في التزامات العراق التعويضية التي زادت كثيرا.. على مدى العام المنصرم.
وأبلغ ابراهيم جمباري المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون بشأن العراق المجلس أنه يرى هو الآخر بعض الأسباب التي تدعو الى التفاؤل.
وقال جمباري: هناك حقا أمل جديد في أن يكون العراق حكومة وشعبا قد بدأ يتجاوز التحديات الهائلة والعمل سويا على اعادة بناء البلد بعد عقود من الدكتاتورية والاهمال والصراع.
شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد  29/حزيران/2008 - 25/جمادي الثاني/1429